تسجيل الدخول

​​​​

Takaful
 
Takaful in Islam  
 

 

 

 

نشأة التكافل وتطوّره التاريخي

 
 

بالاتفاق فإن التكافل على أساس رابطة النّسب له السبق الزمني على التكافل على أساس التعاقد وله الفضل في وجود فكرته وتطبيقه؛ إذْ بالفطرة المركوزة في طبائع البشر فإن أفراد الأسرة والعشيرة يتضامنون فيما بينهم، ويتعاونون على تخفيف المصاب الذي يقع بأحدهم، ويواسي ذوي القرابة بعضهم بعضاً في نوائب الدّهر، غير أن الاستجابة للدواعي الطبيعية (التضامن) لتلك الرابطة قد ضعفت في خضم الحياة المعاصرة، ولذا فقد لجأت بعض العائلات في الآونة الأخيرة لتطوير التكافل الأسري ليتخذ شكل الصناديق العائلية بهدف مساعدة المحتاجين من أفراد تلك الأسر، والوقوف مع المتضررين من أبنائها، غير أن هذه النماذج تبقى محدودة، ونطاقات ما تشمله تبقى ضيّقة في حدود أفراد تلك الأسر التي اجتهدت بمبادرات ذاتية تلقائية لتحقيق التكافل فيما بينها. ومع تشعّب الحياة المعاصرة، وتزايد الأخطار المحدقة تطلّب الأمر وجود آليات جديدة للتكافل، وأسلوب جديد للتعامل مع المخاطر والحوادث المستجدة فكان التكافل على أساس الرابطة العقدية، الذي يجد أصل مشروعيته في عمل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – عندما عمم نظام العواقل الذي كان يختص بعصبات النسب ليشمل منسوبي الديوان الذي يجمع بين أصحاب المهنة الواحدة وذلك عندما ضعفت العصبية وأصبح لأهل الديوان الواحد نوع عصبية وتضامن وذلك لما فهم - رضي الله عنه - من قصد الشارع إناطة الحكم بوصف التضامن الذي يمكن أن ينشأ عن النسب كما يمكن أن ينشأ عن الديوان ففتح الباب للاجتهاد في أي شكل من التضامن الذي وإن كان قد بدأ بالوضع فإنه لا يستبعد أن يكون بالعقد.

وقد مرَّ التأمين التكافلي خلال مراحل تطوره الطبيعية بمرحلتين أساسيتين:

 

المرحلة الأولى:

مرحلة التأمين التكافلي البسيط، وهي عبارة عن تعاون مجموعة من الأشخاص ممن يتعرّضون لنوع معيّن من المخاطر على تغطية الخسارة أو الضرر الذي قد يصيب أحدهم، وذلك عن طريق اشتراكهم بمبالغ نقدية لتؤدَّى منها التغطية التكافلية لأي مشترك منهم في التكافل عندما يقع له الخطر المؤمَّن منه . والتكافل بهذا المعنى موجود في المجتمعات الإنسانية منذ القدم، وإن اختلفت في التفاصيل، وهو من التعاون المأمور به؛ ومن صوره الشائعة التي لازالت قائمة حتى يومنا الحاضر: التكافل في السفر لتغطية ما يتعلق به من مصاريف؛ وهو ما يسمى في الفقه الإسلامي بـ(المناهدة).

 

المرحلة الثانية:

مرحلة التأمين التكافلي المركّب أو المطوّر، وهو الذي تدير عمليات التأمين فيه شركات متخصصة، وكان الدافع إلى ذلك هو ازدياد أعداد المشتركين، وتنوّع الأخطار المؤمَّن منها نظراً لتشعّب مناحي الحياة المعاصرة، ومن ثمَّ برزت الحاجة إلى وجود شركات متخصصة تتولى إدارة التكافل في جميع عملياته، مقابل أجرة معلومة، وكانت نواة التكافل المعاصر(المطوّر) المصارف الإسلامية التي أنشأت شركات التكافل الإسلامي، وقامت بالتأمين فيها على ممتلكات المصارف والعاملين فيها، وفي المقابل تودع شركات التكافل أموالها في المصارف الإسلامية، وتستثمر فيها .

وأول ظهور لشركات التكافلي الإسلامي كان في (السودان)؛ حيث تعد (شركة التأمين الإسلامية) في (السودان) أقدم شركة تكافلية في العالم، فقد أنشئت في عام 1399هـ، ثم توالت شركات التكافل بعدها، حتى أصبحت اليوم- ولله الحمد- من أبرز القطاعات المساهمة والفاعلة في الاقتصادات الدولية.

 
 

​​​