تسجيل الدخول

​​

Takaful
 
Takaful in Islam  
 

 

 

 

لماذا حثَّ الإسلام على التكافل؟

 
 

  1. إن من الضرورات التي دعت إليها الفطرة السليمة وقررتها الشريعة الحكيمة: حفظ النفس، والمال؛ فقد حثَّ الشرع الحنيف على حفظ الأنفس والأموال، والتحوّط لذلك، والمسلم مؤتمن على نفسه وماله، وواجب عليه شرعاً أن لا يعرّض نفسه أو ماله للأخطار والهلاك، ولذا فكلّ ما يُحقّق هذا المقصد من الوسائل والأساليب يكون مطلوباً شرعاً، إذْ ما لا يتمّ الواجب إلا به فهو واجب، وحينئذٍ يكون اتخاذ الأسباب التي تجنّب الإنسان الوقوع في المخاطر أمرٌ لازم؛ لأن الشريعة الإسلامية جاءت لتحقيق المصالح وتكثيرها، ودرء المفاسد وتقليلها.
  2. إن الشريعة الإسلامية ترشد المسلم إلى الاهتمام بأمر إدارة الخطر الذي تُشير المعطيات الواقعية لاحتمال إصابته به؛ لذا فهي تدعوه للعناية بالأسباب الوقائية للحذر من وقوع الخطر، كما تحثه على اتخاذ إجراءات بعدية للحذر من الأخطر للتخفيف من تبعته بعد وقوعه؛ جاء الحديث الشريف الذي يرويه أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رجلاً قال للنبي - صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله: أعقلها- أي الناقة- و أتوكل أم أطلقها وأتوكل؟؛ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم: (اعقلها وتوكل) أخرجه الترمذي؛ فالحديث يتضمن الأمر بالقيام بالسبب الذي يقي الإنسان من وقوع خطر محتمل وهو ضياع الناقة، وقاعدة الشريعة توجيه المسلم للاهتمام بالأسباب الدافعة للخطر قبل وقوعه؛ فإذا لم يكن للإنسان حيلة في دفعه أو نزوله في حقه فإنها توجه المجتمع المسلم للوقوف معه للتخفيف من الآثار السلبية الناتجة عنه؛ فنجدها قد شجعت على العمل لتحصيل الرزق الكافي للتباعد عن سؤال الناس، وفرضت الزكاة لمن حاق به خطر الفقر وعجزت مساعيهم عن توفير قوتهم اليومي، وشددت في أمر القتل بالشكل الذي يبعث في نفس المسلم للتوقي من الوقوع فيه، وأقرت نظام العاقلة في حال وقوعه خطأ والذي يقوم فيه أفراد عصبة القاتل بتحمل الدية على سبيل الاشتراك بينهم؛ فإذا كانت الشريعة تشجع التوجه الجماعي للتكافل للتخفيف من آثار الأخطار العرضية التي تقع للأفراد، فما يخدم ذلك ويعزز ويقوي من أواصره، ويكفل وجوده بأي صورة كانت يكون من جملة ما تأمر به وتشجع عليه.
  3. إن مما يُلحظ في مسلك الشريعة من خلال التأمل في كثير من تشريعاتها القويمة؛ كونها تعمل على تعزيز الدواعي الفطرية السليمة المركوزة في النفس الإنسانية التي تكشف عنها ميول الإنسان إلى العيش ضمن مجموعات بشرية، ومن ذلك ما كشف عنه التتبع التاريخي للسلوك الإنساني الذي أظهر أن من الأعمال التي لازال الإنسان منذ القدم يزاولها – بصورة أو بأخرى - بموجب فطرته للتخفيف من آثار المخاطر المتعددة التي يكون عرضة للإصابة بها دون أن تكون له القدرة للنأي عنها مهما احتاط لها؛ التّعاون مع أبناء جنسه لتفتيت المخاطر التي تقع لهم أو لأي منهم بتوزيعها على الجميع دون أن يكون الهدف من ذلك هو تحقيق ربح تجاري لبعض أفراد المجتمع على حساب الآخرين كما هو الحال في التأمين التجاري التقليدي.

 
 

​​